السلام عليكم ورحمة الله
"ابتسم للحياة تبتسم لك".. تحت هذا الشعار يقف الرجل العجوز في نهر أحد شوارع مصر الجديدة، يقدم خدمة وينتظر رزقه، رحلة يومية تحمل "عم رفعت" من وإلى محل عمله، حيث فضل الرجل الخمسيني أن يمتهن "شغلانة" حراسة السيارات بعد تركه لمهنته التي تعلمها في صبا عمره.
"رفعت" كان نجارا، واضطر لتركها بعد تعرضه لحادث سير أفقده القدرة على العمل بالنجارة، كان "السايس" هو الخيار الوحيد والأقرب إليه، برغم تقدمه في السن وكثرة عوائق العمل.. إلا أن عم رفعت اتخذ التفاؤل منهجا وسلاحا له، واختار حرارة الشمس وتراب الطريق رفاق دربه في مهنة "ركن السيارات".
"الصدق والأمانة" مبدآن استمر عليهما عم "رفعت" وحاول أن يحتفظ بهما في مختلف الظروف، رحلة السايس رفعت جابت به في شوارع مصر حتى استقر به الحال في مصر الجديدة، وأصبح أكبر وأقدم سايس بالحي.. بعد أن حاز على موافقة ورضا أصحاب المحال الكائنة بالمنطقة "20 سنة باشتغل وعمري ما كشرت في وش زبون" يتحدث عم رفعت عن طريقته في التعامل مع زبائنه، مؤكدا أنه تعرض للعديد من المواقف القاسية والعصيبة في حياته- وفقا له.
"الأمانة هي اللي خلتني أسيب النجارة بعد اللي تعرضت له لأنى مكنتش هاديها حقها لو فضلت فيها، ودورت علي شغلنا تناسب حالتي واعرف أصرف بها على عائلتي، وهي تركين العربيات".. يستكمل السايس العجوز حديثه مستحضرا العديد من المواقف والعلامات العالقة في ذهنه أثناء عمله في الشارع ومع أصحاب السيارات.
عن الأمانة يقول "ومن المواقف اللي اتعرضت لها واحد وقع منه تليفون وكان غالي ومستريحتش غير لما وصلت لصاحبه وحاجته وصلته"، من منطلق الأمانة يؤكد عم رفعت أن حرصه على الأمانه نابع من خوفه على أبنائه "معايا بنتين ومربيهم على الصدق والأمانة والحق وخايف عليهم عشان كده بخاف ربنا في كل حاجة".